مديرية السياني

Email :

تقع مديرية السيَّاني شرق ذي السُفَال تحت نقيل المحرس في أعلى وادي نخلان جنوب مدينة إبّ على بعد حوالي ( 23 كيلومتراً ) تقريباً ، تحيط بها من الشمال مديرية جِبلة ، ومن الشرق مديرية السَبْرة ، ومن الغرب مديرية ذي السُفَال ، ومن الجنوب أجزاء من أراضي محافظة تَعِـز ، وتشمل مديرية السيَّاني على عدداً من العزل منها : عزلة معشار الدافع ، وعزلة معشار هدفان ، وعزلة الهادس ، وعزلة المجزع ، وعزلة العارضة ، وعزلة العربيين ، وعزلة عمد الداخل ، وعزلة عمد الخارج ، وعزلة نخلان ، ومن أهم المواقع الأثرية والتاريخية والسياحية في مديرية السيَّاني هي :
1- السمسرة : والتي تعتبر من المواقع التاريخية التي بنيت بطراز معماري جميل لا تزال أهم معالمه قائمة حتى اليوم ، ويعود تاريخ بناء السمسرة إلى فترة حكم الملكة " السيدة الحرة أروى بنت أحمد " (( 477 - 532 هجرية ) - (( 1085 - 1138 ميلادية )) وكانت تستخدم كاستراحة للمسافرين ورواحل القوافل التجارية .
2 -
مصنعة سَبْر : يطلق عليها في المصادر التاريخية اسم المصنعة ، وهي غنية بالآثار الحميرية ، كما توجد فيها مقابر صخرية مندثرة ، وقد يحدث بعض اللبس لوجود أكثر من مصنعة في اليمن ، ولكن الاسم الذي يميزها هو " مصنعة سَبْر " ، وتقع في قمة جبل يقال له جبل المصنعة من مديرية السيَّاني ، وقد أطلق عليه لسان اليمن " الهمداني " في القديم مخلاف نعيمة ويدخل ضمن مخلاف جعفر ، وقد أقيمت هذه المصنعة على قمة جبل من هضبة صهبان وعلى الطريق القديم - ادمات - الذي كان يصل بين مدينتي تَعِز وإبّ ، والذي يقع جنوب مدينة إبّ على بعد حوالي ( 20 كيلومتراً ) تقريباً .
وقد اشتهرت عزلة سير إلى جانب هذه المصنعة أنها كانت إحدى هجر العلم التاريخية ، حيث قام الأمام بهاء الدين " محمد بن أسعد العمراني " قاضي قضاة بني رسول ووزيرهم في عهد الملك المظفر " يوسف بن عمر بن علي رسول " ( 647 - 694 هجرية ) بإنشاء مدرسة علمية كبرى لتدريس المذهب الشافعي وذلك في ( القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي ) عرفت بالمدرسة البهائية .
ب - قرية ضُراس : - بضم الضاد - ، وهي قرية من عزلة نخلان بمديرية السيَّاني ، وكانت - أيضاً - إحدى هجر العلم التاريخية التي كان يقصدها المهتمين بالعلم من الطلاب ، وهذه القرية تنقسم إلى قريتين صغيرتين إحداهما تقع في الجهة الغربية وتسمى ضُراس العليا والأخرى في الجهة الشرقية ويطلق عليها ضُراس السفلى ، وهي المشهورة في كتب التاريخ وفيها المسجد والمدرسة المشهورة باسم مدرسة ومسجد ضُراس ، وفيها سكن العلماء والفضلاء والوجهاء ، وضُراس تقع بين مدينتي ذي أشرق وذي السُفَال ومن أهم مواقعها الأثرية والتاريخية مدرسة ومسجد المدينة
:
مدرسة ومسجد ضُراس : يطلق عليها اليوم اسم مسجد ضُراس ولكنها في الأصل كانت مدرسة علمية ومسجد في ذات الوقت ، تقع في قرية ضُراس السفلى وقد أنشأتها الحرة زوجة شرف الدين " محمد بن الحسن بن علي رسول " في (( القرن السابع الهجري ) - ( الثالث عشر الميلادي )) ، ويوجد نص التأسيس لهذه المدرسة مزبوراً على الأحجار المبنية في الواجهة الأمامية على بـاب المدرسة ويقرأ النص كالتالي : (( بسم الله الرحمن الرحيم ، أمرت بعمارة هذه المدرسة المباركة السعيدة والدة مولانا صلاح الدين ابن مولانا شرف الدين محمد ابن مولانا الحسن بن علي بن رسول ، أجزل الله ثوابها وجعل الجنة مآبها ، بتاريخ الثاني عشر من شهر ربيع آخر سنة ( 667 هجرية ) ، وصلى الله على النبي وآله )) .
وفي الجانب الأيسر من هذا النص التأسيسي يوجد نص أخر مزبوراً على الأحجار يوضح اسم البناء الذي قام ببناء هذه المدرسة ، وهذا النص يقرأ كالتالي : (( عمارة سعد السياد عمر بن عبد الله البخاري )) ، ولكن يلاحظ بأن بعض هذه الأحجار المزبورة عليها هذا النص الكتابي قد وضعت بشكل غير طبيعي - مقلوبة - كما يوجد نص أخر على يمين نص التأسيس يقرأكالتالي : (( بمباشرة السر الرفيع والعالي المنيع )) .
ويوجد لهذه المدرسة حمامات ، كما أنشئت بها بركة للمياه ، وملحق بالمدرسة من الخارج ضريحين مبني عليهما قبتين صغيرتين أحدهما باسم الشيخ " علي النهاري " .
ج - مدينة ذي أشرق : بلدة عامرة تقع جنوب مدينة إبّ ، على السفح الشرقي لجبل الحيرم في أعلى وادي نخلان من ذي الكلاع ، ويقال لها " ذي شراقة " ، وهي بلدة أثرية من مديرية السيَّاني ، وفي كتاب " شمس العلوم " يقول " نشوان الحميري " : (( ذو أشرق اسم لموضع باليمن سمي بذي أشرق ملك من ملوك حمير )) ، ويذكر " ياقوت الحموي " في " معجمه " : (( بأنه اسم قيل )) ، ويصفها " الأكوع " : (( بأنها بلدة جميلة نزهة كانت تشغل مركز قضاء لذا يأمها أرباب الصناع ورواد العلم فنسب إليها عدد غير يسير من حملة العلم )) ، وقال عنها " الجندي " : (( بأنها من القرى المباركة خرج منها جمع من العلماء )) ، وكانت تضم الكثير من فقهاء وقضاة بني الصعبي الذي تذكرهم بعض المصادر التاريخية بأنهم قد انتهت إليهم الرئاسة في العلم والجاه بذي أشرق وما والاها ، وأنه كان يجتمع منهم وقت صلاة الجمعة بذي أشرق نحو أربعين رجلاً ما منهم إلاَّ من يلبس الطيسان ، ويشير إليه كل إنسان ، ويشهد لهذا القول كثرة قبور علمائها في مقبرتها التي تعرف بالعدينة ، وهي مقبرة كبيرة قديمة تقع شرق المدينة قبر فيها جمع كثير من الأفاضل الأخيار ، ومن أهم المواقع الأثرية والتاريخية والسياحية مسجدها المعروف بمسجد ذي أشرق :
مسجد ذي أشرق : يقع على ربوة عالية تشرف على وادي نخلان في قرية ذي أشرق الواقعة جنوب مدينة إبّ .
يرجع تاريخ بناء المسجد إلى عهد الخليفة الأموي " عُمر بن عبد العزيز " حسبما أورده المؤرخ " نجم الدين عمارة اليمني " والذي أشار إلى وجود نص كتابي على إفريز من الحجر في واجهة المسجد يقرأ كالتالي : (( هذا المسجد مما أمر به عُمر بن عبد العزيز بن مروان ))إي أن تاريخ بناء المسجد يعود إلى ( القرن الأول للهجرة ) عام ( 77 هجرية) إلاَّ أنه ومع تلك الإشارة فقد أورد " عمارة " - أيضاً - أن " الحسين بن سلامة " قد أمر بتجديد المساجد من حضرموت إلى مكة ومن ضمنها مسجد ذي أشرق ، وممّا يؤكد ذلك وجود نص كتابي أخر على واجهة بيت الصلاة يقرأ كالتالي : (( إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر )) بعد ذلك يظهر التاريخ الخاص بالبناء ومؤرخ في سنة (( 401 هجرية ) - ( 1019 ميلادية )) غير أنه من المفيد أن يقوم العمار المجصص بالتوقيع في تلك الكتابات ومما يقرأ النص التالي : (( عمل سعيد )) و- أيضاً - يقـرأ النص التالي : (( عمل كيال بن جراح )) ، كما جدد بناء المسجد في عصر الدولة الأيوبية ، ويتميز المسجد بفن معماري جميل .

1- مدينة المخادر: ولاتزال عامرة وآهلة بالسكان وتبعد عن مدينة إب 25كم،
والبخاري والبُلخي والمبرد من العلماء المشهورين وفي نفس الوقت البخاري هي عزلة من ناحية المخادر والبلخي نبع يشرب منه الماء والمبرد وصف للماء البارد، وقد ذكر القاضي المرحوم حسين السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية) أنه يوجد في المخادر العديد من الآثار بوادي المحفد وهي قرية عامرة في الشمال الشرقي من المخادر كما ورد في كتاب (المدارس الإسلامية في اليمن) للقاضي المرحوم إسماعيل الأكوع، ويوجد في المحفد بئر البلخي المشهورة بطيب مائها وهي أثرية ولها مجرى حميري محفور تحت الجبال والآكام. وقد أشتهرت مدينة المخادر بالعلم والعلماء ولاسيما في القرنين السادس والسابع الهجريين، وكانت من مراكز العلم التي يرحل إليها طالبوا العلم من مناطق مختلفة، وقد ترجم المؤرخ العلامة عبدالوهاب بن عبدالرحمن البريهي في كتابه (طبقات صلحاء اليمن) المعروف (بتاريخ البريهي) للعديد من علمائها منهم أشهرهم أبو بكر بن عمر بن منصور الأصبحي الشنيني نسبة إلى قرية شنين وهي قرية في السحول، حيث ذكر أنه قرأ على الإمام العلامة أبي إسحاق علي بن أبي بكر المقري، وأنه لازم جمال الدين الريمي، كما ذكر أنه قد سكن (المحفد) ثم أنتقل إلى قرية شنين البلدة المعروفة بالسحول، وقد وصفه بأنه كان يتحرى أن لايكون مأكله إلا من الحلال، وكان يقوم بتدريس تلاميذه العلوم، ويقوم بإطعامهم الطعام، وكان زاهداً في ملبسه يلبس إزاراً ورداءً ولايتعمم، وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لثمانية وعشرين عالماً في المخادر، وقد ذكر القاضي المرحوم محمد بن علي الأكوع في تحقيقه الجزء الثاني من (الإكليل) بأن السلاطين التبعيين هم الذين بنوا مسجد مدينة المخادر،وقد أوقفوا عليه أموالاً كثيرة. 
 


كلمات دلالية
  1. لا يوجد اي تعليق
أضف تعليقا

مواضيع ذات صلة