في اليوم العالمي لحرية الصحافة... تحية لحراس الحقيقة

Email :


 

مهنة الصحافة، مهنة المتاعب، كحافٍ يمشي على الأشواك، لا يخطو خطوة إلا ويخشى أن تُحسب عليه أو عليه؛ يربح صوتًا فيخسر آخر، ويقول الحقيقة، ولو كلفته كل شيء. إنها السلطة الرابعة، التي بقيت في وجه العاصفة، العنوان الأول الذي تليه كل العناوين، والجبهة التي لا تتراجع.

في اليمن، لم يكن الصحفي يومًا على هامش المعركة، بل كان في صميمها؛ حارب الكلمة الزائفة، وواجه فساد الأنظمة، وخلل بنية الحكم، وانتفاضة فبراير تشهد أن الصحفي هناك لم يكن مجرد شاهد، بل كان شهيدًا وشاهدًا في آن. دفع كثيرون أرواحهم ثمنًا لتلك الحرية التي ما زال زملاؤهم ينسجونها بحبر الألم على جدران الوطن.

ولا تزال ظلال السجون تحتجز أقلامًا طاهرة، صحفيين لا ذنب لهم سوى أنهم قالوا: الحقيقة. ولا تفارق مخيلتنا صورة الصحفيين عبد الله قابل ويوسف العيزري، ، حين استُخدما كدروع بشرية في وجه وحشية الميليشيا، أجسادهم كانت غطاءً لقبح لا يُغطى.

وها هو الصحفي مصعب الحطامي، نجل الزميل عبد الحفيظ الحطامي، يترك أمان هولندا، ويعود حاملاً كاميراه، ليكتب سطرًا جديدًا في ملحمة الحرية، في لوحة الكرامة التي لا تكتمل إلا بدم القلب وعدسة الحقيقة.

وفي فلسطين، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة، ارتقى مئات الصحفيين في طوفان الاقصى يقدر عددهم ب 201 خلال عام ونصف صحفيون قدّموا حياتهم قرابين في سبيل كشف زيف الاحتلال وفضح جرائمه.

في هذا اليوم، نتوجه بالتحية والإجلال لكل إعلامي نُفي أو هُجّر أو طورد، لكل من جعل من قلمه سلاحًا، ومن عدسته جبهة مقاومة. تحية لكل من أبى أن يساوم على الحقيقة، فدفع الثمن حريةً أو غربة أو حياة.

سنحتفي بالصحفي، لا كناقل خبر، بل كصانع تاريخ، كمقاتل في ساحات الكلمة، لا يقل شرفًا عن من يقاتل في ساحات الدم.

لا تيأسوا، اسكبوا مدادكم في ميادين الصحافة، فحروفكم وقود الوعي، وحريتكم مرآة الشعوب.

أنتم أصحاب الجلالة والفخامة... حراس الحقيقة، أنتم المجد.
  1. لا يوجد اي تعليق
أضف تعليقا

مواضيع ذات صلة