لماذا الشعراء من إب؟

Email :



فتحت عيني على الحياة الأدبية، والشعر والشعراء في اليمن فكانت محافظة إب في صدارة المشهد الأدبي، حيث جادت بابنها الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي ذاع صيته وانتشر صداه في أرجاء العالم بما قدمه في سبيل القصيدة اليمنية العربية بشقيها الفصيح والشعبي، وبما ساهم به في ميدان النقد الأدبي بطريقته المنهجية، بالإضافة إلى تلك النوافذ والشرفات الثقافية التي فتحها أمام الجيل اليمني والعربي، وصنع بذلك واقعاً ثقافياً وأدبياً يسمو باليمن عالياً لتصل إلى المستوى الذي يليق بها، ومن منا لا يعرف الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح الذي صارت قصائده سيمفونيات على أفواه الناس وأهازيجاً حاضرة في كل المناسبات الوطنية، وإذا أردنا حصر الشعراء بدأ العد به، ويَحسُنُ الختام عليه.




الشاعر الأخر الذي لا يقل شهرة ولا حضوراً عن الأول، الشاعر الكبير مطهر الإرياني، نجم القصيدة الغنائية اليمنية، وله باع كبير في الشعر الفصيح أيضاً، وأجزم أنه لا يوجد يمنيٌ لم يطرب إذا سمع أغنية "ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع" التي غناها الفنان الشهير أحمد السنيدار، وأغنية خطر غصن القنا التي عاش معها اليمنيون قصصاً وحكاياتٍ وذكريات مختلفة, وهناك الكثير والكثير من القصائد الفصيحة والشعبية التي خُلدت في الذاكرة اليمنية والعربية.





وكنت دوماً ما أفكر بأن المقالح والارياني فلتة أدبية من فلتات التأريخ صاغها القدر بمرحلة معينة ولن تكررها محافظة إب، لكنني ومع مرور السنوات اكتشفت أن محافظة إب تحظى ببنية أدبية، وهي بلدة تجود بألمع الشعراء وأماهرهم يوماً بعد أخر، ولا أدري ما السر وراء ذلك! هل هي جينات أدبية متأصلة فيهم أم أن جمال وبيئة هذه المحافظة الساحرة لها الدور في صناعة الخيال الأدبي وبناء المشاعر وصقل المواهب أم ماذا؟


شاعر أخر من محافظة إب أدهش الوسط الأدبي بشعره وجزالة قصائده، وكأنه قادمٌ من العصر الجاهلي مصطحباً معه شاعرية إمرئ القيس ومفردات عمرو بن كلثوم وتراكيب طرفة ابن العبد، وكتب في الغزل والهجاء ونظم المراثي وكتب قصائداً غنائيةً أيضاً، إنه الشاعر محمد أحمد منصور، الذي تحدث عنه أكبر الشعراء والنقاد، حتى أن لشعره دورٌ في أن جعله مقرباً من الرؤساء والحكام والمسؤولين، وخاض معتركاً سياسياً من خلال الكثير من قصائده السياسية المثيرة للجدل في فترات مختلفة.






وإذا تحدثنا عن الشعراء الشباب ستجد شعراء إب ملأوا اليمن شعراً ونثراً وابداعاً، فالمهتمون بالشعر والأدب يعرفون شعراء إب جيداً، وما زال ديوان" سأثقب بالعاشقين السماء" يتردد صداه في كل محفل ثقافي للشباب، وهو ديوان شعري للشاعرة الشابة بنت محافظة إب ميسون الإرياني، التي حصلت على عدة جوائز منها جائزة رئيس الجمهورية وجائزة جامعة صنعاء للشعراء الشباب، وجوائز أخرى، وهناك شعراء شباب كثيرون من محافظة إب، وتلك المحافظة مزدانة بكل ألوان الطيف الأدبي من الشعر إلى الرواية إلى القصة إلى كل الفنون، وهذا يدل على العمق الثقافي الذي تعيشه إب المحافظة الثرية بالموروث، صاحبة العطاء المتدفق في كل مجالات الحياة، تلك البلاد السُّندُسيةُ لوناُ وشكلاً، والملائكيةُ روحاً ووجداناً، والعريقةُ أصالةً ومنبتاً وجذوراً.



كلمات دلالية
  1. لا يوجد اي تعليق
أضف تعليقا

مواضيع ذات صلة