رمضان في اليمن مائدة عامرة بالوجبات الشعبية الشهية.

Email :



يتميز شهر رمضان المبارك في اليمن بطابع خاص يجمع بين العادات الدينية والاجتماعية، حيث تتحول أيامه إلى مناسبة روحانية واجتماعية تعزز الروابط الأسرية والتكافل بين أفراد المجتمع، ومع حلول موعد الإفطار تجتمع العائلات حول موائد عامرة بأشهى الأطباق التقليدية التي توارثها اليمنيون عبر الأجيال.

ومن بين الأطباق التي تحظى بمكانة خاصة على مائدة الإفطار في اليمن نجد الشفوت، واللحوح، والشوربة، والمحلبية، والسمبوسة، وهي أطعمة تجمع بين المذاق اللذيذ والقيمة الغذائية، وخفيفة التناول، حيث تُراعي حاجة الصائم إلى وجبات سهلة الهضم وغنية بالعناصر الغذائية بعد ساعات طويلة من الصيام.

الشفوت: الطبق الرمضاني الأشهر في اليمن.





يُعد الشفوت من أكثر الأطباق الرمضانية تفضيلًا في اليمن، وهو يتميز بطابعه المنعش وقيمته الغذائية العالية، يتكون هذا الطبق من خبز اللحوح الذي يُنقع في خليط من اللبن الرايب (الزبادي أو الحقين) الممزوج بالثوم، الكزبرة، النعناع، والخيار المفروم.
يُفضل الكثيرون تناوله بارداً بعد وضعه في الثلاجة، أو إعداده بلبن بارد لما له من تأثير منعش ومساعد على الهضم بعد يوم طويل من الصيام.

يتصدر الشفوت المائدة الرمضانية حيث يكون الطبق الأكثر حضورًا فيها، ولا تكاد تخلو منه مائدة، سواء في الريف أو في المدينة.

اللحوح: خبز تقليدي متعدد الاستخدامات:




اللحوح هو خبز رقيق مسطح يُصنع من دقيق الذرة البيضاء أو الذرة الشامية مع دقيق القمح، ويُطهى على صاج مصنوع من الفخار غالبًا -وأحيانا من الحديد- حتى يُصبح طريًا وهشًا. ويُعد اللحوح عنصرًا أساسيًا في المطبخ اليمني، ويكتسب أهميته من كونه المكون الأساسي في تحضير الشفوت، ووجبات أخرى.

يتميز اللحوح بسهولة تحضيره ونكهته المميزة التي تجعله مفضلاً لدى العديد من الأسر اليمنية، وخلال شهر رمضان، يُعد من الأطعمة التي لا غنى عنها، سواء في إعداد الشفوت أو الفتة أو كخبز مستقلٍ يتناوله الناس مع المرق وأطباق أخرى.

الشوربة: وجبة دافئة ومغذية:





تُعتبر الشوربة من الأطباق الجانبية التي لا تخلو منها مائدة الإفطار في اليمن، وتتنوع أنواعها باختلاف المناطق، لكن تُعد شوربة الحبّ (القمح) مع الحليب من أكثر الأنواع انتشارًا.
تُحضر هذه الشوربة من حبوب القمح المجروشة، التي تُطهى مع الحليب ويضاف إليها السكر ومكونات أخرى حسب الرغبة، وعلى الرغم من أنّ شوربة القمح مع الحليب هي المفضلة لدى كثيرين، إلا أن البعض يفضلها مع اللحم أو الدجاج مضافة إليها بهارات تقليدية.
كما يمكن استبدال حبوب القمح المجروشة بحبوب الشوفان.

تمتاز الشوربة بأنها سهلة الهضم وتساعد الصائمين على استعادة نشاطهم بعد الإفطار، حيث تزودهم بالسوائل اللازمة وتعوض نقص المعادن بعد ساعات الصيام الطويلة، كما أن القمح الموجود في شوربة الحب يُعد مصدرًا غنيًا بالألياف والبروتينات، مما يجعلها طبقًا متكاملًا ومغذيًا.

المحلبية: حلوى رمضانية خفيفة:





المحلبية من الحلويات اليمنية التقليدية التي تُحضر خلال شهر رمضان بكثرة، وترتبط به ارتباطًا وثيقًا، حيث لا تكاد تجدها في غيره من الأشهر، خاصة في الريف، وهي تتكون من بودرة الكاسترد والحليب مع النشأ والسكر، ومنكهات متعددة، مما يعطيها قوامًا كريميًا ناعمًا. بعد تحضيرها، تُسكب في أوعية صغيرة وتُترك لتبرد قبل تقديمها مزينة بالقرفة أو المكسرات.

ويختلف وقت تناول المحلبية باختلاف المناطق، فمنهم من يتناولها مع الإفطار لإرواء عطشهم، ومنهم من يتناولها كتحليةٍ بعد وجبة العشاء الرئيسية.

السمبوسة: المقرمشات الذهبية اللذيذة:




قد يختلف كثيرون في اسمها، هل هي سمبوسة أو سنبوسة، لكن ما لا يختلف عليه اثنان هو أهمية حضورها في المائدة الرمضانية اليمنية، والسمبوسة هي عبارة عن عجينة رقيقة تُحشى بمكونات مختلفة مثل اللحم المفروم، التونة، الجبن، أو الخضار، ثم تُقلى في الزيت حتى تُصبح ذهبية اللون ومقرمشة.

تُعتبر السمبوسة من الأطعمة المفضلة للصائمين بسبب مذاقها الشهي وسهولة تناولها. كما أنها تُقدم عادةً إلى جانب صلصات مختلفة مثل الصلصة الحارة (البسباس) أو اللبن، مما يعزز نكهتها ويجعلها من أكثر الأطباق طلبًا على مائدة الإفطار.

سلطة الخضار: ضيف رمضان في الريف:



السلطة طبق جانبي معروف عالميًّا، ويَحضُر مع غالبية الوجبات خاصة وجبة الغداء، أما في أرياف اليمن، فهو ضيف عزيزٌ لا يحضر إلا في شهر رمضان، وتتزين به الموائد الريفية ليضيف مع الأطباق الأخرى ألقًا تفتقده المائدة طيلة أشهر السنة الأخرى.

وتُحضّر السلطة من شرائح الملفوف، مع شرائح الخيار والطماطم والبصل والجزر والبقدونس، ويضاف إليها عصرات من الليمون الحامض، أو قطرات من الخلّ حسب الرغبة.

الأطباق المذكورة غالبيتها أطباق جانبية للإفطار، أما وجبات العشاء الرئيسية فتتنوع بين العصيدة والأرز والسلتة والمكرونة، والفتوت "الفتّة" وأطباق أخرى.
تمثل هذه الأطعمة جزءًا لا يتجزأ من العادات الرمضانية في اليمن، حيث تجتمع العائلات يوميًا حول موائد مليئة بالنكهات التقليدية التي تعكس تراث اليمن الغذائي الغني. وتتميز الأكلات الرمضانية بأنها ليست فقط لذيذة، بل أيضًا مغذية ومتوازنة، حيث تُوفر للصائمين الطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاجونها بعد يوم طويل من الصيام.

وبين الشفوت المنعش، واللحوح اللذيذ، والشوربة الدافئة، والمحلبية الخفيفة، والسمبوسة المقرمشة، تبقى المائدة الرمضانية في اليمن زاخرة بالتنوع والنكهات الفريدة التي تجعل شهر رمضان أكثر تميزًا ودفئًا.



كلمات دلالية
  1. لا يوجد اي تعليق
أضف تعليقا

مواضيع ذات صلة