• الرئيسية
  • أخبار
  • مركز القلب والأوعية الدموية في تعز يبعث الأمل في قلوب الناس.

مركز القلب والأوعية الدموية في تعز يبعث الأمل في قلوب الناس.

Email :


في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، حيث يجد معظم المواطنين صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، فضلًا عن تحمل تكاليف العلاج الباهظة، جاء مركز القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى في تعز ليكون نافذة أمل وبارقة نور لمن يعانون من أمراض تحتاج تدخلات جراحية كبيرة في مراكز متخصصة خارج اليمن.

يُعد مركز القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى في مدينة تعز، الذي تأسس في أغسطس/ آب 2021، مؤسسة طبية متخصصة تقدم خدماتها للفئات الأكثر احتياجًا، وذلك بدعم من فاعلي الخير والمنظمات والجمعيات الخيرية، منها مؤسسة توكل كرمان، ومؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي، ومؤسسة هائل سعيد، وجمعية الوصول الإنساني، وجمعية الحكمة اليمانية الخيرية، ومؤسسة وقف الواقفين.



يشكّل المركز طوق نجاة لآلاف المرضى الذين يعجزون عن تغطية تكاليف العمليات الجراحية الكبرى، مثل جراحات القلب المفتوح وزراعة الكلى.
تم إنشاء المركز تحت إشراف وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، بهدف تخفيف معاناة مرضى القلب والكلى وتقديم الرعاية الصحية بتكاليف رمزية.

بدأ المركز عمله بالشراكة مع المؤسسة الوطنية لعلاج مرضى القلب والكلى، إلى جانب مؤسسات عدة،





يقع المركز في أحد ملاحق المستشفى الجمهوري بالمدينة، حيث تم تزويده بأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة، ليكون مؤسسة رائدة في تقديم الخدمات الجراحية والخدمات الطبيةالأخرى لمرضى القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى، مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع.

المركز، وعلى الرغم من فترة تأسيسه القصيرة، إلا أنه أجرى حتى الآن ما يقارب 1000 عملية قلب مفتوح و100 عملية زراعة كلى و2600 عملية أوعية دموية وأكثر من 1300 عملية قسطرة قلبية.

وفوق ما ذكر، لم يكتفِ بذلك، بل قام بإجراء عمليات مركبة ومعقدة، آخرها إجراء أول عملية جراحية مركبة وفريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، تضمنت زراعة كلى مع إصلاح ثلاثة شرايين كلوية وجراحة قلب مفتوح باستبدال الصمام التاجي بتقنية المناظير الحديثة في إنجاز غير مسبوق على مستوى الشرق الأوسط.







المواطن "عبده محمد غالب" ولد بقلب مثقوب، واستطاع التعايش معه، لكن مع تقدمه بالسن، بدأت أعراض المرض بالظهور، فكان يجد صعوبة في التنفس ويشعر بالتعب الشديد لدرجة ظنّ فيها أحيانًا أنه سيفارق الحياة، ويعلق "عبده" قائلًا: "مع تقدمي بالسن، بدأت أشعر بالتعب، وأجد صعوبة في التنفس، وتم إخباري من قبل بعض الأطباء بضرورة إجراء عملية قلب مفتوح في الخارج، لكنني كنت لا أمتلك تكاليف السفر فضلًا عن تكاليف العلاج، وفي أحد الأيام تم إخباري بالمركز وما يقدمه من خدمات، فتقدمت للعلاج هناك وتم بحمد الله إجراء العملية بنجاح وبأقل التكاليف، وشعرت بتحسن كبير أنهى ما كنت أعاني منه."

يتحدث الدكتور أبو ذر الجندي استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية، ومدير المركز، عمّا يميز المركز قائلًا: "يعد مركز القلب رائدًا في إجراء ثلاث عمليات نوعية على مستوى اليمن لا تُجرى إلا فيه، وتشمل جراحات القلب المفتوح على القلب النابض، وعمليات جراحة القلب بالتدخل المحدود أو ما يُعرف بمناظير جراحة القلب، وهو المركز الوحيد في اليمن الذي يجري هذا النوع من العمليات بعد استقدام جميع التقنيات الخاصة بها، حيث تم تنفيذ نحو 30 عملية ناجحة حتى الآن. كما يتميز المركز بإجراء عمليات إصلاح الصمام التاجي للمرضى الذين يحتاجون إلى الإصلاح بدلاً من الاستبدال، وهي عمليات معقدة تتطلب مراكز متقدمة وخبرات عالية، وقد تم إجراء أكثر من 30 عملية ناجحة في هذا المجال باستخدام أحدث التقنيات."

ويضيف: "إلى جانب ذلك، يضم المركز وحدة متخصصة في زراعة الأعضاء، حيث بدأ بزراعة الكلى بعد تنفيذ أكثر من 100 عملية سابقًا، ليصل إجمالي عمليات زراعة الكلى التي أجراها إلى 194 حالة حتى الآن. ويتميز المركز أيضاً بإجراء العمليات المركبة، حيث نجح العام الماضي في تنفيذ أول عملية مركبة من نوعها، ليصبح ثاني دولة في الشرق الأوسط تجري هذا النوع من العمليات بعد تركيا. وفي هذا العام، تفوق المركز عالميًا من خلال إجراء العمليات المزدوجة بالمناظير دون الحاجة إلى نقل الدم، وهو إنجاز فريد يجمع بين أحدث التقنيات الجراحية المتطورة وتطبيقها على مريض واحد، ما يعكس المستوى المتقدم الذي وصل إليه المركز في مجال جراحة القلب وزراعة الأعضاء."

أما يحيى الأديمي، مدير التسويق في المركز، يقول: يعتبر مركز القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى في تعز المركز الوحيد في اليمن الذي يقوم بعمل عمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى في نفس الوقت والذي يقوم بإجراء بعض العمليات المعقدة التي لا تجرى في أماكن أخرى غيره."
وعن دور المركز في تخفيف معاناة المرضى يقول: "يلعب المركز دورًا هامًا في تخفيف معاناة المرضى، حيث يزور المركز مرضى من مختلف المحافظات اليمنية من تعز، من الحديدة، من عدن وإب، وحتى من صنعاء، وهناك مرضى جاؤا من محافظات بعيدة مثل حضرموت وصعدة وعمران أيضاً، وقدم المركز خدماته لأكثر من 145 ألف حالة مرضية."



وعن الخدمات التي يقدمها المركز يقول الأديمي: "المركز يقدم خدماته في العديد من المجالات، في مجال القلب عبر إجراء عمليات القلب المفتوح وإجراء عمليات الأوعية الدموية، كما توجد عيادات خارجية في قسم الباطنة تقدم الخدمات للمرضى الذين يأتون من مختلف محافظات الجمهورية. كما يقدم أيضاً خدمات عمليات القسطرة القلبية التشخيصية والعلاجية والدعمات القلبية عبر قسم القسطرة القلبية والذي يسبقه قسم الطوارئ القلبية الذي يحتوي على 11 سريرا تقدم فيه خدمات الطوارئ لمرضى القلب. ويحتوي المركز على قسم العناية المركزة الذي نستقبل فيها المرضى الذين يعانون من حالات قلبية مفاجئة. كما يوجد قسم "الرقود الباطنة" حيث نستقبل فيه المرضى الذين وصلوا إلى الطوارئ وبحاجة إلى الرقود أثناء فترة للعلاج."

ويضيف: "هذا فيما يتعلق بعمليات القلب المفتوحة، وبالنسبة لأمراض الكلى، فيوجد في المركز قسم لإجراء عمليات زراعة الكلى فيجري المركز باستمرار عمليات زراعة الكلى بمعدل 4 إلى 5 عمليات شهرياً، وأجرى حتى الآن ما يقارب 100 عمليات زراعة كلى. ونحن الآن على وشك افتتاح قسم متكامل خاص بالمسالك البولية وكل ما يتعلق بأمراض الكلى كما يسعى المركز في الأيام القادمة وفي الشهور القادمة إلى افتتاح قسم خاص بزراعة الكبد."

أما عن الصعوبات التي يواجهها المركز يعلق "الأديمي" قائلًا: "يعاني المركز من عدم قدرة مرضى القلب وزراعة الكلى على تحمل تكاليف العمليات وما بعدها، ما زال المركز يعتمد على دعمه الذاتي وما يقدمه فاعلو الخير ومنظمات المجتمع المدني حيث يتقاسم تكاليف العمليات معظم منظمات المجتمع المدني ومعظم فاعلي الخير ويشارك المريض أيضًا بدفع جزء من قيمة العملية. ونحن نسعى دائماً للبحث عن مانحين ومنظمات وفاعلي الخير يساهمون بدفع التكلفة التي يتحملها المريض الغير قادر على تحمل هذه التكاليف، كما نسعى دائماً للحصول على الميزانية المخصصة لأمراض القلب والتي من المفترض أن توفرها الحكومة لهذه الفئة من المجتمع ليكون المركز قادرًا على تقديم خدماته مجانًا بشكل كامل."

يواصل مركز القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى في تعز أداء رسالته الإنسانية، مقدمًا خدمات طبية متقدمة لمرضى القلب والفشل الكلوي من مختلف المحافظات اليمنية. ورغم التحديات، يظل المركز بارقة أمل للكثيرين، حيث يسعى لتوسيع خدماته وتعزيز قدرته على تقديم الرعاية الصحية المجانية للفئات الأكثر احتياجًا.


كلمات دلالية
  1. لا يوجد اي تعليق
أضف تعليقا

مواضيع ذات صلة