المسراخ جسور الخير والصمود

Email :

حين تقف الشعوب على عتبات التاريخ، تبقى الأخوّة الصادقة هي الكفيلة بأن تضع بصمات العزّ في سجلات الإنسانية، ولا أعظم من أن تكون القلوب الطاهرة سندًا للضعفاء والمظلومين هكذا هي مديرية المسراخ قلب تعز النابض تنبري بأهلها الطيبين لتكون جزءًا من القافلة المشرّفة نحو الخير والعطاء، مترجمة بذلك كل قيم النبل والإيثار التي تتوارثها الأجيال.

ليس من الغريب أن تمتد يد المسراخ نحو غزة الحبيبة فالعلاقة بين الشعبين ليست وليدة لحظة أو موقف عابر؛ بل هي نتاج عقيدة راسخة، توحّدها مبادئ الإسلام وقيم العروبة إن المسراخ وهي تحتضن سهولها وجبالها المنيعة، تشبه غزة في صمودها وشموخها، وكأنها مرآة لمدينة واجهت المحن وما زالت تبث الأمل في قلوب الأمة بأسرها.

إن أبناء المسراخ بقلوبهم النقية وأرواحهم المجبولة على حب الخير، يبرهنون في كل مناسبة أنهم في طليعة الركب الداعم لغزة فلا يثنيهم بعد المسافات ولا يعيقهم شح الموارد، فهم دائمًا في الميدان حاضرون بأموالهم وأوقاتهم ودعواتهم الصادقة، يرسلون رسائل الدعم بكل الوسائل المتاحة.

لطالما كانت غزة حاضرة في مجالس المسراخ وميادينها حيث يتحدّث الكبار عن بطولات أبنائها ويتغنّى الصغار بصمودها وحين تسنح الفرص، تتحوّل هذه الكلمات إلى أفعال ملموسة، سواء عبر التبرعات السخيّة أو الوقفات التضامنية التي تعبّر عن الانتماء العميق للقضية الفلسطينية.

إن القوافل التي تُسيّرها القلوب الطاهرة من المسراخ لغزة ليست مجرد قوافل مادية، بل هي قوافل معنوية تحمل أسمى معاني التضامن فالعمل الخيري في المسراخ يتسم بروح جماعية تعكس تكاتف أبناء المجتمع، حيث يساهم الجميع، صغيرهم وكبيرهم بما يستطيعون في سبيل نصرة إخوانهم في غزة.

المسراخ بهذا العطاء العظيم تقدّم نموذجًا يحتذى به لكل شعوب الأمة العربية والإسلامية، مفاده أن الوقوف مع المظلومين ليس خيارًا بل واجبًا تُملِيه الأخوّة الإيمانية والإنسانية وما أجمل أن تتوحد القلوب وتترابط الأيدي لتشكّل سورًا منيعًا يحمي كرامة الإنسان ويصون حقوقه.

إن المسراخ وهي تمتد بصدقها وأصالتها نحو غزة، تثبت أن الخير لا يعرف الحدود وأن المحبة الصادقة هي الجسر الذي يعبر عليه الطيبون نحو البناء والإعمار فسلامٌ على القلوب النقية وسلامٌ على كل يد تمتد لتغيث الملهوف، وسلامٌ على المسراخ وغزة وكل بقعة تحتضن الخير وتنشره بين البشر.