موقع يمني شامل يهتم بإقليم الجند
اخر اضافاتنا
تعز تتصدر المشهد: لقاء تشاوري موسع يعيد الحياة إلى جسد المقاومة الشعبية في اليمن.
24-05 07:37 م
دكتور عبد الرقيب فتح : لقاء مجالس المقاومة الشعبية سيعيد تصحيح مسار المعركة ضد الحوثيين
22-05 04:26 م
تهنئة رسمية بمناسبة الذكرى الـ 35 للوحدة اليمنية
22-05 03:06 م
مجلس شباب الثورة بتعز يقيم مهرجاناً فنياً وخطابياً بمناسبة الذكرى ال35 للوحدة اليمنية
21-05 11:37 م
اشترك معنا
لتحصل على اخر اضافاتنا لا تتردد بالاشتراك معنا
لقد قرأت وقبلت
الشروط & والسياسة
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
أخبار
المال والاعمال
منوعات
فنون
تدوينات
الأدب والشعر
الثقافة
عنّ الاقليم
قالوا عن الاقليم
الدليل السياحي
شخصيات اجتماعية
الخصائص الجغرافية
الخصائص السكانية
التاريخ
الخصائص الاقتصادية
المدن والمديريات
مديريات محافظة تعز
مديريات محافظة إب
فعاليات
رياضة
بود كاست
تعليم
حوارات
كتابات
وسائط
صور
فيديوهات
الوضع المظلم
الوضع الفاتح
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
أخبار
المال والاعمال
منوعات
فنون
تدوينات
الأدب والشعر
الثقافة
عنّ الاقليم
قالوا عن الاقليم
الدليل السياحي
شخصيات اجتماعية
الخصائص الجغرافية
الخصائص السكانية
التاريخ
الخصائص الاقتصادية
المدن والمديريات
مديريات محافظة تعز
مديريات محافظة إب
فعاليات
رياضة
بود كاست
تعليم
حوارات
كتابات
وسائط
صور
فيديوهات
الرئيسية
حوارات
إقليم الجند هو مستودع عدد من الابداعات
إقليم_الجند
إقليم الجند هو مستودع عدد من الابداعات
16 أكتوبر ,2024 09:10 مساءً
1
مشاركة
طباعة :
Email :
لمبادرة إقليم الجند: أجرت المقابلة /إيناس العبسي
دكتور نزار غانم ، أستاذ طب المجتمع في جامعات اليمن والسودان. وباحث في التراث الثقافي اليمني والعربي
أهلا بك دكتور نزار معنا في هذا الحوار .......
بدايةً ما دور الشعر الشعبي في التراث اليمني؟
إذا كنا نقصد بالتراث المتعلق الشعر الشعبي في اليمن (الشعر غير الفصيح)، هذا سيحيلنا مباشرةً إلى ثلاثة أنواع من هذه الممارسة كما يقال (المحكية).
المحكية اليمنية... هناك من يكتب الشعر الشعبي بطريقة معينة أي بمسار واحد، ولدينا شُعراء كُثر أمثال (صالح سحلول وغيره)، الذين قدموا كثيراً من هذا الشعر، وسبب شعبيتهم يعود إلى أنهم من مناطق غير حضرية، أي من الأرياف، وطبعاً الشعب اليمني ما زال 60% منهم يعيشون في الأرياف.
النوع الثاني هو شعر العامية، وهذا شعر كتب به أكثر في القرن 20، لأن كثيراً منه ذهب إلى حناجر المغنين وتحول إلى نصوص غنائية. وهذا يدل على أن العامية هي الأكثر شيوعاً في المدن.
فإذا ذهبنا إلى النوع الثالث وهو "الحميني"، هنا نحن أمام فن يمني متميز، لماذا؟
لأنه تراكم عبر القرون من أواخر الدولة الأيوبية التي اتخذت من تعز عاصمة لها، والرسوليون أيضاً، هؤلاء استلهموا الموشحات اليمنية كالموشحات الإندونيسية، تجد أنه يوجد معمار شعري معين يحيلك إلى أجواء الموشحة. لذا تجد الأغنيات الصنعانية تغنى بالشعر الحميني، ولذا نجد أن سبب ثرائه أن فيه تنوعاً.
ماهي الألوان المتعلقة بكل محافظة يمنية؟
أُحب أن أنوه أن التصنيفات التي ذكرتها لك هي في الحقيقة ما سمعتها من
الأستاذ مطهر الإرياني، والأستاذ إبراهيم الحضراني، رحمهما الله
، هذا يعني أنه كان سائداً على كل الرقعة اليمنية، الخصوصيات التي تأتي من الناحية اللهجوية،( اللهجات اليمنية) تنعم بالثراء من منطقة إلى أخرى، وتجدين بعض المحافظات الكبيرة كحضرموت، اللهجة في الداخل غير التي في الساحل هناك اختلاف، وقيسِي عليها باقي اللهجات اليمنية ، هذا يدل على أنها ليست غريبة، لأن التباينات في المجتمعات التقليدية في مثل هذه الأشياء ما زالت مؤشراً على التراث المتوارث.
ما أوجه الاختلاف بين القصيدة الشعرية الحالية والقصيدة الشعرية القديمة؟
أجواء الشعر المعاصر في اليمن تأثرت بالمدارس الشعرية التي سادت في المنطقة وتغير حتى ماء الشعر ونكهة الشعر. من ناحية المضمون جاءت التيارات الرومانسية والواقعية الاشتراكية، وأساليب متعددة، كما تأثر العرب أيضاً بالشعر الإنجليزي والأوروبي الحديث، لكن من حيث المعمار الشعري، أو من حيث الشكل الشعري الآن يختلف شكلاً ومضموناً عن الماضي لأنه يعتمد على التفعيلة، أو حتى يعتمد على القصيدة النثرية، بالتالي الذين يكتبون بالعمود الشعري كما يسمى أو القصائد تجد أنهم بالإضافة إلى إبداعهم في " الشعرية العربية"، فإنهم أيضاً يكتبون الأشكال الحديثة، القصيدة التفعيلية، والنثرية.
دكتور ... أنت مختص بثقافة" الأفرويمنية"، ما هي هذه الثقافة؟
الحقيقة، الموقع الجغرافي لليمن يجعلها ذات علاقه مع الحضارات المجاورة. ومن قديم الزمن..... فالتجارة ليست فقط بضائع تسافر، بل أفكار أيضاً، ومن هنا تأتي الثقافة، بالنسبة لليمن فهي أثرت وتأثرت، بإندونيسيا الملايو، بالهند، بشرق أفريقيا، بتركيا العثمانية. وإضافة إلى شقيقاتها العرب، مما يعني حدوث تأثر من الكويت مثلاً، الكويت القديمة، الكويت ما قبل النفط، وبمصر أيضاً، فأنا اهتممت بأن أطلع على ما قدمته الثقافات الأفريقية للفنون الشعبية في اليمن، من حيث الرقص، من حيث التطبيب، (التطبيب الشعبي كالزار مثلاً)، ويوجد رقص أيضاً. ومن حيث وجود كلمات سواحلية في النصوص وهذه غالباً ما نجدها عند الناس الذين يمكن أن يطلق عليهم (مولدون) أي (من أب من اليمن ، و أم من أفريقيا أو العكس)، فهؤلاء كما نجد كثيراً من العرب في مومباسا في أديس أبابا في جيبوتي وهكذا، ومنهم أفارقة قدماء جداً قِدم اليمن نفسها، وللأسف حسبوا كمهمشين، لكنها أيضاً أسهمت في تحريك الاقتصاد اليمني من حيث وسائل الإنتاج، ونجد أنها كانت جماعات منتجة ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن أيضاً على مستوى الإبداع .
هل معنى هذا أنه يوجد بعض الألحان والأشعار المشتركة بينهم؟
اليمن فيها ما يُعرف بعبقرية المكان، حضارة قديماً وحديثاً، هي انتقائية،
كرقصة الليوه
بما تحتويه من الصيحات، وتصوير البحر، نجدها في المشرق الأفريقي، كما نجدها أيضاً وفي كينيا وتنزانيا ترقص للجنسين وتعرف باسم "النجومه" كما تُقال بالسواحلية. وبما أن اليمن بلد مُحَافظ، تجد أنها منتشرة فقط بين الرجال، فهذه الانتقائية، لأن الثقافات عندما تكون قديمة وعريقة كما قُلنا، هي عندها قدرة على أنها تتثاقف مع الآخرين، كيف؟ أن تمتص الآخر بمعنى تُنتجه، ولكن بعد أن تكون قد أجرت إضافات وحذفاً يتناسب مع البيئة الاجتماعية اليمنية وخاصةً في السواحل كحضرموت وعدن وتهامة.
هل هذا يعني أنها غير يمنية؟
لا نستطيع القول إنها ليست يمنية.... لماذا؟ لأن الجماعات البحرية التي كانت تتغنى بها وترقصها، هؤلاء عملوا في مجال البحر أو في مجال صيد اللؤلؤ، وفي مجال الملاحة عامةً، وفي مجال صيد الأسماك، ودائماً كان هناك اشتباك في هذه الأشياء. لأن الحدود السياسية هي أمر حديث، بمعنى أنها لم تكن تُراعى هذه الحدود في الماضي، كانت الناس تتحرك بحرية أكثر، فلذلك لا أستطيع أن أقول إنها أفريقية إلا من ناحية تاريخية، أما واقعها السائد الآن فيها العامية اليمنية، وقد نجد مثلاً بعض الرقصات الأفريقية فيها نذور للأوثان وهي مخالفة للعقيدة الإسلامية المترسخة في اليمن، لذا هي لا تحتمل وجود شيء كهذا فتقوم بحذف هذه المظاهر، لكن تبقي على الجوانب الإبداعية والإيقاعية بالذات، لأن الليوه لديها إيقاع معين، هذا الإيقاع مغاير طبعاً للإيقاعات الأخرى الأصيلة في اليمن، وذات الشيء ينطبق على رقصة البامبيلا، ورقصة الساب، ورقصة الطنبورة ، وذكرت ذلك في كتابي عن الثقافة الإفرويمنية. فاتضح لي أن الأكثر الشهرة التي وصلت إلينا هيا الليوه وربما أيضاً الطنبورة لحد ما. لكن مع هذا مازالت هناك جيوب ثقافية في اليمن في بعض المناطق لايزال السكان يحتفظون بفولكلورهم، وجزء من هذا الفلكلور هذه الفنون التي تؤدي عندهم وظيفة اجتماعية مهمة. هذه الوظيفة الاجتماعية تبرز في تحقيق الأفراح والأتراح في دورة الحياة، لذلك هي مرتبطة بقوة، وليس من السهل أن تتفكك مثل الغناء الحديث.
كانت الأغنية اليمنية ومازلت تتميز بنكهتها الخاصة من كلمات ولحن وأداء، ومع هذا دخل التحديث عليها... فهل أنت مع أو ضد ذلك التحديث؟
أنا مع تيار تغير الحياة، فالحياة تتغير ويبدو ذلك واضحاً في حياة الإنسان، والسبب وجود الآلة ، فالآلة حدثت فيها ثورات، بمعنى ثورة صناعية ( البخارية أولاً، ثم الكهربائية، ثم الميكانيكية، إلى أن وصلنا إلى التكنولوجيا الحديثة" الرقمية")، هذه الثورات جلبت العديد من الأدوات، وحسنت بعض الأدوات السابقة، كالعود مثلاً الآن طريقة صناعته ليست بالضرورة كما كان قبل 100 سنة، لا سيما أن اليمن تمتلك آلة خاصة بها تسمى (القنبوس) مكونه من أربعة أوتار، بمعنى أن الحياة تسوقنا أحياناً إلى التغيير لذا نجد أن علاقة الإنسان بالآلة حدث فيها تغيير كبير، هذا التغيير دفع بالفن الموسيقي ليدخل فيما يسمى صناعة الترفيه، نحن الآن نتعامل مع الموسيقى تقريباً في كل شيء، كما جاءت طفرات كنظام التَرَاك مثلاً سواء في الاستديو و التسجيل، وما زالت هذه التغييرات تتوالى . فنجد حالياً صار تأليف الألحان رقمياً عبر الذكاء الصناعي، لذا لا تستطيع أن تقول، أنا مع أو ضد، لكن ما يمكن قوله إن هذا يستوجب ما يسمى (فريق العمل)، لأنه الفنان إذا كان يملك موهبة في مجال معين كانت غناء أو عزف أو الإثنين معاً، فهذا في حد ذاته جميل جدا. لكن سيحتاج لمهندس صوت، سيحتاج إلى المنتج، سيحتاج إلى المخرج لأن الفن الموسيقي أصبح الأن ليس فقط سمعياً، ولكنه سمع بصري ومثال ذلك الفيديو كليبات، هذه الأشياء تحتاج إلى متخصصين فيها، لأنه إن حاولت أنت أن تقوم بها دون مساعدة مختص سيؤثر على نوعية العمل والفن، في الفن العملة الفنية الجيدة دائماً تطرد العملة الضعيفة ، فمن أجل أن يكون المشروع الفني لشباب وشابات اليمن أكثر إتقاناً، يجب أن تتكون ما
يسمى الصناعات الثقافية أو الإبداعية
لأنها تبني على ما يعرف باقتصاد المعرفة، بمعنى أنه ليس ضرورياً أنك تعلمت العود من والدك في الماضي وشجعك الناس وغنيت فأنت فنان متكامل، لا، المسألة فيها تدريب ، فيها وقاية من بعض الأشياء التي تخصم من الإبداع، وتُقصر من عمر الفنان .فرأيي أن هذا الشيء هو ما ينظر إليه العالم الآن ، وعلينا نحن كيمنيين أن نوجد المعادلة التي تحافظ على الأصالة وبنفس الوقت توظف كل هذه الابتكارات.
رافقت كثيراً من المطربين آله العود... فما سر هذه الرابطة بينهم ، وما المميز بالعود وهل له طابعه الخاص من حيث اللحن أو النغمة الصادرة أو يمكن القول اختلاف الزخارف التي فيها.. ما لذي يميز العود اليمني عن باقي الأعواد؟
عائلة الأعواد (الجيتار من عائلة الأعواد، العود نفسه من عائلة الأعواد، والتي هي ليست مثلاً آلات بالقوس، إضافة إلى وجود العود الحديث. العود الحديث عندما جاء إلى عدن في العشرينات أو ثلاثينات القرن الماضي. حتى القنبوس كان يسمونه (عود)، كالكويترة في الجزائر عود لكن بأربعة أوتار وبالتالي نغمته وتصنيفه من حيث (الأرغنولوجي) يعني "علم الآلات الموسيقية "تشترك مع الأعواد، هذه الآلة هي الأقرب إلى الناس. عندما أتى العود من مصر ، والشام إلى عدن، وأيضاً جاء مع الأتراك العثمانيين في احتلالهم الثاني كان الناس يبحثون عن اسم جديد لهذه الآلة الأكبر، ذات الخمسة أوتار، حالياً صارت ستة ،سبعة أوتار فسموها (الكبنج)، (فالحاجة أم الاختراع) لأنهم لا يستطيعون أن يطلقوا عليه عود، لأن العود يُعرف كنوع من تمييز الإمكانيات الصوتية .والقنبوس له أسلوب مختلف عن العود في القرع فهذه الإمكانيات أتى بها العود المعاصر وأعجب بها كثيراً من الفنانين، بحيث أن بعض العازفين الذين كانوا يعزفون بالقنبوس أصبح يعزف بالكبنج، كأمثال الفنان إبراهيم الماس، وأعتقد أيضا صالح العنتري، فهذه ملاحظة في محلها، لأنها آلة التلحين.. رغم أنه يمكن أن تسمعي لحناً بدون وجود العود أساساً. كالتفكير الأوروبي الذي يعتمد البيانو في التأليف أول مرة. نحن ليس الأمر بالنسبة لنا توزيعاً فقط بل كما يقول الأستاذ القدير جابر علي أحمد هو تنفيذ ما يسمى الفرقة، عندئذ تضاف آلات أخرى لعمل الخطوط اللحنية الجديدة، لكن سيظل العود مهماً لأنه هو الأقرب للتلحين ، وهو فعلاً ما يعادل البيانو في الثقافة الموسيقية الغربية.
ماهي القنبوس ... هل يمكن أن توضح لنا عنها أكثر؟
آلة يمنية تتميز بأنها تُحفر من خشبة واحدة، ثم تُزخرف وتُنقش بالجلد عكس الأعواد. فالعود يُلقط من حوالي 20 ضلعاً، ويصمغ بهذا الشكل وفي مراحل يمر بها إلى أن يتطور، أما القنبوس فيصنع من خشب معين وهو خشب غالي الثمن أظن اسمه خشب الطنب يحفر من خلاله، وكأنه قدح ثم يُغطي البطن بالجلد، هذه الآلة رافقت الإنسان اليمني في مراحل كثيرة، والإشارة المباشرة لها موجودة في أوائل القرن السابع عشر الميلادي عند المؤلف المعروف (بالحيمي الكوكبات). ثم وجدت في أماكن أخرى. وقد حوربت كثيراً إلا الموسيقى العسكرية، لأنها كانت تُحمس الجنود، ولم يحاربوا أيضاً المرأة التي تقوم بعمل مُلالاه، هم يعتقدون أن المفسدة تأتي لتحرير الموسيقى باستخدام الآلات الوترية التي يجتمع الناس حولها، لغرض اللهو أو التنفيس عن النفس. وقد وهبت لليمن مجموعة من الأغاني كنموذج :
(لها الركوب الليل)، والتي تقول ((والله ما أروح إلا قهو ليل، واعشي واصبح وابن عم الليل)) لكلمات الشاعر المرحوم أحمد غالب الجابري). هذه هي أساساً تؤدى ضمن أغاني عمل الناس البنائين، كمثال بعض أغاني أبوبكر سالم (أيام أروح بلادك)
. كانت التيمة هذه موجودة كنغم، النجارين بالذات عملوا فيها كي يشجعوا أنفسهم في العمل، لكن حين تجالس القعطبي كمثال فهو شخص يجلس بالمدينة، فهم يخشون هذه الجلسات التي يعتقدون أنها قد يحضرها نساء وربما يتخللها بعض الأمور التي لا يريدونها، هذا العقلية المريضة كانت سبب اندثار كثير من التراث اليمني ، وربما كان السبب أيضاً أن الناس لم يكونوا يعلمنا بأهمية التوثيق.
الفنانة نجيبة عبد الله.. أعتقد أنها كانت تقوم بهذا في مسلسلاتها... صحيح؟
نعم، نجيبة لها إسهامات في هذا الاتجاه، ولكنها أيضاً عملت مع فرقة في صنعاء، كما دخلت قيثارات و آلات أخرى مع الفنان المرحوم إبراهيم حسين، لذا فقد نالت قسطاً من نجاح أغنياتها، لأنها عملت عبر التخت الموسيقي الذي يضم أكثر من آلة ، حتى إن بعضها كان كهربائياً، وفي الريف حيث وصول الكهرباء يكون صعباً لا يمكن أن تستفيد منها، إلا في مدن كبيرة جداً في الإقليم على رأسها (إب وتعز)وهذه مراكز، لكن أنا أتحدث عن البتول، عن الإنسان البسيط، الإنسان الذي يُدخل تجربته الشعورية التي تشمل التعبير عن لواعج النفس بما فيها الغناء كمتنفس.
تم تقديم فلكلور يمني تحدثوا فيه عن الزراعة وكان عملاً قديماً.. هل هذا في السياق ذاته؟
هذا صحيح ومن أسهم في هذا العمل
مطهر الإرياني والتي أُطلق عليها " هيا نغني للمواسم"، مثلا أنتِ عندما تبتل غير لما تصرب،
و الصراب هو نفسه مراحل، نحن مجتمع منتج، وللأسف هذا الأمر تراجع عندنا، فقد كان يمثل نوعاً من الأمن الغذائي لليمن، ونجد هذا مثلاً في قلع الأشجار وزرع القات بدلاً عنها، كي تحصل على مال سريعاً، وبجهد أقل، لأن شجرة القات تنشأ في كل الظروف، وهذا طبعاً سيكون على حساب الأرض.. والأرض في اليمن ليست منبسطة، الأرض الخصبة هي التربة البركانية الموجودة في الهضاب، إلى درجه أن الناس يقومون بعمل إجراءات وقائية وزيادة للمساحات الزراعية كالمدرجات في الجبال لأن المدرجات تستفيد من الأمطار، لأن الزراعة مطرية أساساً في اليمن، وليست ري أنهار ... لذا هم يزيدون من الحيز، وأعتقد أن هذا هو السبب في أن الأراضي شحيحة، ولم نستطع تكوين مايسمى بالإقطاع التقليدي. وقد ذكر الدكتور عبد الودود مقشر عالم التاريخ في الحديدة، أنه من ميزات اليمن الأسفل، والذي منه أيضاً
(إقليم الجند)
أن العلاقات الاجتماعية كانت أكثر لطفاً، فقد كانوا يحتاجون إلى نظام المشاركة، التي تعني (أن صاحب الأرض يحصل على 50%، والفلاح يحصل على 50%، أو مجموعة الفلاحين،) بينما نجد في مناطق أخرى أن حتى هذا الهامش غير متاح لهم. أي أن المزارع سيكون أجيراً وليس شريكاً في الربح.
إقليم الجند .... ماذا يحوي من فن؟
هو مستودع عدد من الابداعات، فلو أخذنا فقط الناحية الموسيقية سنجد أنها تتمثل بشكل أغانِ وغناوي، لأننا ليست لدينا موسيقى بحتة، فنحن لدينا أغنيات وموسيقانا هي موسيقى طربية وإلى حد ما تعبيرية. تجد إنه مثلاً في هذه المنطقة، المرأة عندها مشاركة كبيرة في الحياة الاقتصادية من حيث الزراعة والصراب وغيره، فكتير من الأغاني تأتي على لسان المرأة، ومن ضمنها طبعاً الملالة، فهذا الفن له حضور قوي، لأن الإقليم شهد أعلى نسبة هجرات، بسبب المتباينات السياسية، فأصبحت المضامين للملالة فيها هذا الحنين، الحنين إلى الزوج الذي اغترب وغيره من أنواع الملاله، لذا عندما تأتي وترى الكتابات عن أغاني الغربة في اليمن كمثال(كتاب الابن محمد سلطان اليوسفي) تجد أن كثيراً منها تهجس بهذه المضامين، لكن لان الحياة مستمرة وهي أكثرها زراعية، و لأن رعوية هذه الزراعة هي مواسم. مثلاً ما قدمه مطهر الإرياني في أوبريت (هيا نغني للمواسم) والتي يذكر فيها أسماء الشهور الحميرية القديمة، منها مثلاً شهر مبكر، و هذه جاءت في أغنية لمحمد مرشد ناجي ( يا نجم يا سامر)، فيقول إيه فرحة الذرة لمبكر الكلمات لسعيد الشيباني. مبكر هو الشهر الذي يعني يغاث الناس فيه من ناحية الزراعية، فتجد أن فيه بعض المهاجل والمهاجد، و إلى حد ما الزوامل بآلات ، خاصة بإب تجد أنها تؤدي الوظيفة الاجتماعية التي تتناسب مع النشاط الاقتصادي، الذي ينبري له السكان.
إقليم الجند المكون من (تعز وإب) يحمل الكثير من التاريخ والموروث لكن لا يتم تسليلط الضوء عليها.. فهل هذا تقصير من الجهات أم جهل من أبناء المنطقه؟
أعتقد أنه يوجد خلل ديمغرافي في اليمن حدث في الفترة الأخيرة ،فهذه المنطقة عندها فلكلور شعبي وعندها الشعر العامي المناسب لها، جاءت فترة للأسف حدث فيها التخلخل الديموغرافي السكاني، لأن كتيراً من الناس تركوا مناطقهم ونزحوا إلى العاصمة، وأصبحوا يعيشون حياة مهمشة، وكثير من الناس بعد عودتهم من حرب الخليج الثانية ما زالوا يعيشون في مخيمات . عندما يكون هناك هذا البؤس يُقلل من إمكانيات العناية بالجانب الفني، لكن نلاحظ مثلاً أن بعض الشعراء استطاعوا أن ينهوا التيمات النغمية في هذه المنطقة،
ف
مثلاً عندما رأى الأستاذ مطهر الإرياني (رحمه الله) أن أغنية الدودحية كانت تقال بنوع من السخرية أعاد بناءها، لكن على نفس النغم القديم وعمل (خطر غصن القناة)
،
فإذاً المكنز الموجود في المكان يحتاج إلى عناية أكثر، وهذه العناية إذا عدنا إلى بداية ما قلته، إنه كيف تجود الصناعات الإبداعية، فالصناعات الإبداعية عادة كما يرى ابن خلدون أنها تأتي بعد أن يكون المجتمع قد حقق الاكتفاء من الضروريات. والأشياء الأخرى التي هي قريبة من نظرية ماسلو الهرم، الاحتياجات الإنسانية. طبعاً ابن خلدون سبق ما سلو بهذامن قبل 500 سنة، لو حدث نوع من شبكات الأمان الاقتصادي، الاجتماعي، شيء طبيعي أن تكون هناك طاقة مخزونه، و بالتالي يمكن أن تسكب في اتجاه الاعتناء بالفلكلور الشعبي.
بعض الفنانين يقومون بعملية إحياء للتراث اليمني ... فما النصيحة التي يمكن أن تقدمها لهم لإحياء الموروث الغنائي اليمني بطريقة صحيحة؟
لن تستطيع أن تمنع الناس من أن يستلهموا تراثهم، قد يوفقون في هذا وقد لا يوفقوا. لكن طالما وجدت الموهبة ستحاول أن تثبت أقدامها في البيئة بشكل أو بآخر، حتى الذين يدعون الحداثة، هم في النهاية يتعاملون مع هذه المادة النغمية والإيقاعية اليمنية. لكن أنا أتصور أنه لكي يحدث هناك شيء لا يقبل الانتظار. فتراثنا بأنواعه، شعبي، حكاوى، حزاوي، طب شعبي، أغانِ رقصات. هي ثقافة شفاهية، وهناك خطر داهم عليها في حال لم يتم استلام الراية من الجيل الجديد وأيضاً وجود غياب التوثيق، بعد فترة لن تعرف الأصل من الظل، وهذه التجربة المرة حدثت لبعض الشعوب التي اهتمت أكثر أن تنتج، لكن لم تهتم أو وضعت في الحسبان أن توثق اليمن، لحسن الحظ منذ فترة بما قدمه
الموسيقار الفرنسي جون لامبرت و الأستاذ فؤاد الشرجبي، و كذلك العم أمين درهم. وهنا في القاهرة الابن النابغة رفيق العكوري.
هؤلاء استطاعوا أن يوجدوا أرشيفات وتسجيلات وقاموا بجمع اسطوانات قديمة واشتروا بعضها ثم قاموا بتنقيحها من الخشخشة التي في الصوت القديم ووضعوها على شكل (سي دي ) قرص مدمج وكتيب يشرح باللغتين (العربية والإنجليزية) لمضامين هذه الأغاني. لهذا أنا أقول نحن في مجتمع لا يجب أن نقول للمسيء أسأت، فعلى الأقل نقول للمحسن أحسنت. وكما ذكرت يعني الابن والأخ رفيق العكوري هو الآن جند نفسه أن يدرس علم توثيق على مستوى أكاديمية الفنون، بحيث يستطيع أن يوثق التراث الشعبي بأنواعه، لأنه يوجد اللامادي والمادي، يدخل في اللامادي لأنه الآلة كما ذكرتي الآلات اليمنية الصميمة كالمراقيس، كالمرواس، كالأرجول، كالمزمار، كالقنبوس. حتى في مأرب عندهم الربابة. هذه ثقافة مادية، النجارون مثلاً عندهم اهتمام خاص بهذا الشيء، فإذاً الفن الموسيقي لا تستطيع أن تضعه مادياً فقط، لأن ما يغنى فيما يعد لا مادي تماماً، فهو يؤهل نفسه الآن، إضافة لجهوده السابقة في مركز صنعاء للموسيقى التقليدية اليمنية. أعتقد إنه في خلال أعوام قليلة سيكون لدينا خبير وإن شاء الله أكثر من خبير بهذا الجانب، ولما تتم عملية التوثيق، عندئذ نستطيع أن نجدد ونحن مطمئنون إلى أن الأصول الشعرية والنغمية والإيقاعية والوظيفة الاجتماعية التي كانت تؤدى بها والجماليات، والآلات الأصيلة هذه كلها موثق لها.
هل من الممكن فيما بعد أن يتم عمل متحف أو مكان يحتوي على كل هذه الموثقات كمرجعية للمواطن؟
نعم، هذا ما يسمى بعلم الإثنوغرافي، يتفرع من الإنثروبولوجي الذي يوثق الأشكال، مثلاً في الآلات الموسيقية أهم شيء في الجانب الموسيقي أن توجد عندك العوائل كلها (المصوتات، الهوائيات، الإيقاعيات، الوتريات)، إذا تم توثيقها بشكل صحيح، هذه يمكن أن تساهم حتى في المستقبل، ليس فقط في التوثيق، ولكن أيضاً في الجذب السياحي. مثلاً عندما تقوم بزيارة متحف بالحبشة، وأنا مررت بمناطق كثيرة، تجد أن في المتحف الوطني يوجد جناح خاص بهذه الآلات، ويكتبون حتى أمامها شرحاً بسيطاً، ودائما اليونسكو تقدم مساعدات فنية، مايعني تقنية لأي دولة عضوة إذا كان عندها مشروع كهذا.
دكتور.... حاليا لدينا عمليات إحياء للتراث الفني اليمني ويمكن أن نأخذ مثلاً الفنان (هاني الشيباني) هل يمكن أن توجه له نصيحة بهذا المجال وما الذي يجب مراعاته؟
جميل أن يقوم بتجديد الفن بطريقته الخاصة ليوصلها للناس، وأستطيع القول رغم أني التقيت به مرة واحدة إلا أنني أصررت على أن أحضر له حفله فنية، وجدت الطريقة التي يُغني بها يمكن القول إنه واحد من القلة الذين يستطيعون كسب الجمهور بسهوله لأنه متواصل قلبياً معهم. والجميل أنه يقوم بالبحث والتنبيش ومعه صديقه خالد الصياغي وأيضاً العازفين الآخرين من ضمنهم الشاب أحمد فتحي عازف العود، هؤلاء يبذلون جهوداً إلى درجة أنهم يعملون على تيما معينة، لكن يقدمها بأحدث شيء من الآلات، ونجد أن الذين يعزفون معهم من مختلف الجنسيات أيضًا. فإذا هو صاحب إستايل، ومهم جداً أن يكون الفنان عنده أسلوبه الخاص، لأنه بدون أسلوب يكون نسخة مكررة، فأنا أتمنى له التوفيق، ويعجبني فيه أنه مهتم بالجانب الأفريقي ويعمل على هذه الأشياء، لكن يحتاج أن يكون على اتصال مع الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال. أعطاه الله الموهبة التي يترجم بها هذا الإبداع، وهذا ما لا يستطيع الموثقون والتاريخيون، لكن هو بحاجة أنه يستمع لهم أكثر، ويقرأ. يعني وجوده مثلاً على اتصال مع هؤلاء الذين قاموا بعمل توثيق للموروث الغنائي مهم حتى يستطيع انه يقتبس وتأتي له الأفكار. بعدها هو يعمل عليها(كملحن، كفنان). فهو يمتلك صوتاً قوياً وهذا يساعده في أن يوصل الرسالة.
كلمة أخيرة ... كيف يمكن أن نحافظ على موروثنا؟
أنا لأني مبرمج كطبيب وهو علم تجريبي لا أريد أن أبيع للناس الأوهام كما يعودنا السياسيون، أنا أقول إن هذه الرقعة
(إقليم الجند)
هي مع بعض تمثل ثقل سكاني، وحقيقة عبر التاريخ لعبت دوراً في النضال، دوراً في التعليم. وعَرفت ما يسمى بالجمعيات الأهلية، وعندما كانوا يعملون في عدن نجد لهم (نادي الأغابرة والأعروق)، أنا أتحدث عن الأربعينات والخمسينات، فهذه القدرة على التنظيم، أنهم ينظموا أنفسهم، هذه واحدة من علامات النجاح، فهذه النوادي تولت فيما بعد إرسال الناس للدراسة، نجد أنه الآن ...يعني لا شيء ينقص هذه المنطقة او (الحالمة) كما نقول. من أن تكون (العاصمة الثقافية). لكن نحن للأسف مضينا إلى الوراء، وأفسدنا حتى بعض الأشياء التي كانت بأيدينا، فبالتالي ليس من الواقعي أن نستطيع عمل هذا الشيء، أنا أعتقد أن من يستطيعون عمله هم الشباب والشابات الذين سمعتهم هنا في القاهرة، شيء مفرح جدا، واحتضان
الموسيقار أحمد فتحي (أبو بلقيس)
لهم أو لعدد كبير منهم، هو في حد ذاته نوع من الخطوة الاستراتيجية التي تحصل من خلالها المجايلة، لأن أستاذ أحمد له إنجازات لها ثُقلها في مجال استدعاء الأغاني، ومثلاً على ذلك ( ياهزلي وغيرها كثير)، فهو خير من يدلهم على هذا الطريق في هذه الأشياء، ونجد أيضاً من قدم ألحاناً لهم مثل الابن محمد مشهور هو شاعر أيضاً، وأحمد فتحي غنى من كلماته، فإذا أخذ هذا بيد الشباب، وهذه الروح حقيقة، روح التربويين المربين، الذين يدركون إنه مهما طال العمر أن الإنسان إلى زوال، لكنه يخفف من لوعة هذا القلق الوجودي من خلال أنه يتبنى الآخرين فتنداح المسألة، ويصبح يرى في نجاحات هؤلاء نجاحاته.
مقطع بعزف وصوت د. نزار
دكتور نزار محمد غانم أشكرك جزيلاً باسم مبادرة إقليم الجند على هذه الاستضافة، وهذا الحوار الشيق..
الشكر موصول لكم على هذا الاهتمام وتسليط الضوء على هذه القضايا المهمة.
كلمات دلالية
#إقليم_الجند
#تعز
#إب
#حوارات
كيف عجزت كسارة جوز الهند عن قهر الذئاب الحمر، وكيف تحول وادي دبسان لمتحف مفتوح لجماجم الإنجليز، وكيف صارت ردفان في فم كل ثائر؟
السابق
إحتجاجات في تعز تندد بالإنهيار المتسارع للريال اليمني.
التالي
تعليق
تعليق عبر الفيس بوك
لا يوجد اي تعليق
تعليق
*
اكتب هنا تعليقك ...
*
أضف تعليقا
مواضيع ذات صلة
إب
إقليم الجند، بما يمتلكه من تاريخ ثقافي وثراء تراثي، يُعدُّ من الأقاليم اليمنية ذات الإمكانيات الكبيرة في إعادة إحياء دورها كمركز إشعاع ثقافي وفني وأدبي
16 مايو ,2025 02:24 مساءً
214
حوار صحفي مع رئيس منتدى المدينة الثقافي في عاصمة إقليم الجند، الأستاذ أحمد محمد غالب العامري
11 مايو ,2025 07:57 مساءً
142
إب
أدباء اليمن وكتابها معظمهم من إقليم الجند وهم بهذا يقودون المشهد الثقافي ويرفدونه. لكننا نحتاج فعلا لبعض الخطوات الثقافية الجامعة
07 مايو ,2025 08:21 مساءً
121
تعز
حوار صحفي مع رئيس فرع اتحاد القوى الشعبية في محافظة تعز الأستاذ عبدالله حسن خالد.
06 مايو ,2025 02:41 مساءً
198
إقليم الجند، إقليم تاريخي وله دلالة رمزية.. حتى على المستوى الإسلامي
12 فبراير ,2025 03:45 مساءً
200
إقليم الجند يمتلك تراثًا غنيًا
28 يناير ,2025 08:42 مساءً
206